الذكرى السادسة لرحيل رائدة الخير في اليمن (فاطمة العاقل)
في الذكرى السادسة لارتقاء روح رائدة العمل الخيري في اليمن إلى بارئها، مازال وجه الثاني عشر من يناير شاحباً في كل عام، مازالت الشمس كما قلوبنا حزينة ومنكسرة، مازالت تتسلل دموع أعيننا بغزارة بين سطور كتاباتنا ونحن نستمع إلى بعض كلماتها في تقليد سنوي أجزم بأن معظم المكفوفين ملتزمين به على المستوى الشخصي قبل الرسمي في كل عام، مازالت مشاعر الحزن لوفاة أمنا فاطمة العاقل تستبد بقلوبنا وعقولنا، وتزداد توهجاً كلما ازداد ظلمنا وقهرنا وشعورنا بالخذلان وبأننا نصارع الحياة وظروفها بمفردنا ودونما سند إلا من القليل. نحن المكفوفون وإلى جانبنا أخواتنا الكفيفات مازلنا وسنظل نكابد ونجاهد اليأس والقنوط مستظلين بروحها الطاهرة. لكننا ومع كل ذلك سنظل نشعر بقهر اليُتم كلما استمرئ الظالمون قهرنا وتهميشنا كما لو أنهم كانوا لا يستطيعون ذلك وأُمُنا حية بين أظهرنا.
لقد ذهبت وتركت خلفها أخوات فاضلات في جمعية الأمان هن بحق خير خلف لخير سلف ومع ذلك فما زلنا نشعر بمرارة فقدها وليست الأخت كالأُمِ أبداً والفراغ الذي تركته لم يكن بالسهل استيعابه. لقد ذهبت إلى ربها تاركةً خلفها المئات والآلاف من المكفوفين والكفيفات يستنيرون بنور العلم ويهتدون بسيرتها ليناجزوا الليل ويحققوا الإنجاز ويصنعون الحلم. لقد ذهبت إلى ربها بعد أن صنعت لنا مجداً وعزاً نحن مدينون لها به وبالحفاظ عليه ما دامت تسري الدماء في أوردتنا فرحمة الله تغشاها وتحفها كلما تنفس كفيف أو كفيفة وهم يتعلمون أو عدد ما قرأوا كتاب الله بالمصحف المطبوع في اليمن كسابع دولة تطبع القرآن الكريم في العالم. وإنجاز طباعة المصحف ما هو إلا واحد من مجموعة إنجازات كبيرة لجمعية الأمان للكفيفات التي تتعهد الكفيفات بالرعاية والتعليم منذ مرحلة الروضة وحتى نهاية المرحلة الجامعية. وما جمعية الأمان إلا واحداً من إنجازاتها الكبيرة والكثيرة فرحمة الله عليها فلقد كانت بحق امرأة بأُمة